حكمة ذو النون المصري
• الدنيا سجنُ المؤمن و جنة ُ الكافرِ .
• إياك أن تكون بالمعرفة مدعياً أو تكون بالزهد محترفاً أو تكون بالعبادة متعلقاً .
• سئل ما أخفى الحجابِ و أشدُّه؟ قال : رؤية النفس و تدبيرها .
• سئل عن المحبة ؟ قال : أن تحبَّ ما أحبَّ الله و تبغض ما ابغضَ الله و تفعل الخير كله و ترفض كل ما يشغلُ عن الله و ألا تخافَ في الله لومة لائم مع العطفِ للمؤمنين و الغِلطة على الكافرين و إتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الدين .
• قال ذو النون المصري : قال الله تعالى : ( من كان لي مطيعاً كنت له ولياً فليثق بي و ليحكم عليَّ فو عزتي لو سألني زوال الدنيا لأزلتها له ) .
• سئل ذو النون المصري عن الصوفي فقال : من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق و إن سكت نطقت الجوارح بقطع العلائق .
• الأنس بالله من صفاء القلب مع الله و التفرد بالله الانقطاع عن كل شيء سوى الله .
• من أراد التواضع فليوجه نفسه إلى عظمة الله فإنها تذوب و تصفو و من نظر إلى سلطان الله ذهب سلطان نفسه لأن النفوس كلها فقيرة عند هيبته .
• لم أرَ أجهل من طبيب يداوي سكرانَ في وقت سُكره لن يكون لسكره دواءٌ حتى يفيق – فيداوى بالتوبة .
• لم أرَ شيئاً أبعثَ لطلبِ الإخلاص من الوحدة لأنه إذا خلا لم ير غير الله تعالى فإذا لم ير غيره لم يُحركه إلا حكمُ الله و من أحبَّ الخلوة فقد تعلق بعمود الإخلاص و استمسك بركنٍ كبير من أركان الصدق .
• من علامات المحبَِ لله متابعةُ حبيبِ الله في أخلاقه و أفعاله و أمره و سُننه .
• إذا صح اليقينُ في القلبِ صح الخوفُ فيه .
• لئن مددت يدي إليك داعياً لطالما كفيتني ساهياً أأقطع منك رجاي بما عملت يداي ؟ حسبي من سؤالي علمك بحالي .
• كلُّ مدعٍ محجوبٌ بدعواه عن شهود الحق لأن الحقَّ شاهدٌ لأهل الحقِّ لأن الله هو الحقُّ و قوله الحقُّ و لا يحتاج أن يدعي إذا كان الحقُّ شاهداً له فأما إذا كان غائباً فحينئذ يدعي و إنما تقع الدعوى للمحجوبين .
• الصدق سيف الله في أرضه ما وُضع على شيء إلا قطعهُ .
• من تزين بعمله كانت حسناته سيئات .
• بأول قدم تطلبهُ تدركهُ و تجده ُ .
• الأنس بالله نور ساطع و الأنس بالخلق غمٌ واقع .
• لله عبادٌ تركوا الذنب استحياءً من كرمه بعد أن تركوه خوفاً من عقوبته و لو قال لك ( اعمل ما شئت فلستُ آخذك بذنب ) كان ينبغي أن يزيدك كرمه استحياءً منه و تركاً لمعصيته إن كنتَ حراً كريماً عبداً شكوراً فكيف و قد حذرك .
• الخوف رقيب العمل و الرجاءُ شفيع المحنِ .
• اطلب الحاجة بلسان الفقرِ لا بلسان الحُكم .
• مفتاحُ العبادة الفكرةُ و علامةُ الهوى متابعة الشهوات و علامةُ التوكل – انقطاع المطامع .
• كان الرجلُ من أهلِ العلمِ يزداد بعلمه بغضاً للدنيا و تركاً لها و اليومَ يزداد الرجل بعلمه للدنيا حباً و لها طلباً . و كان الرجل ينفق ماله على علمه و اليوم يكسبُ الرجل بعلمه مالاً . و كان يُرى على صاحب العلم زيادةٌ في باطنه و ظاهره و اليومَ يُرى على كثير من أهل العلم فسادُ الباطنِ و الظاهر.
• كلَّ يوم أخشعُ لأنه كلَّ ساعة أقربُ .
• يا معشر المريدين من أراد منكم الطريق فليلقى العلماءَ بالجهل و الزهادَ بالرَّغبة و أهلَ المعرفةِ بالصمت .
• إن العارف لا يلزم حالةً واحدة إنما يلزمُ ربَّه في الحالات كلها .
• أنشد ذو النون المصري :
1- أموتُ و ما ماتت إليك صبابتي .... و لا قضيتُ من صدق حبك أوطاري
2- مناي المنى كلُّ المنى أنتَ لي منىً ..... و أنت الغِنى كلُّ الغِنى عند اقتاري
3- و أنتَ مدى سؤالي و غايةُ رغبتي .... و موضعُ آمالي و مكنونُ اضماري
4- تحمَّلَ قلبي فيك ما لا أبثُّه .... و إن طال سُقمي فيكَ أو طال إضراري
5- و بين ضُلوعي منكَ مالكَ قد بدا .... و لم يبدُ باديه لأهلٍ و لا جارِ
6- و بي منكَ في الأحشاءِ داء مُخامرِ ..... فقد هدَّ منِّي الركنَ و انبثَّ إسراري
7- ألستَ دليلَ الركب إن هم تحيروا ..... و منقذَ من أشفى على جرفٍ هاري
8- أنرتَ الهدى للمهتدين و لم يكن ..... من النُّور في أيديهم عُشرَ معشارِ
9- فنلني بعفو منك أحيا بقربهِ ..... أغثني بيسرٍ منك يطرد إعساري
حكمة (إبراهيم بن أدهم )
• من عرف ما يَطلب هان عليه ما يَبذل و من أطلق بصره طال أسفه و من أطلق أمله ساء عملهُ و من أطلق لسانه قتل نفسه .
• سئل إبراهيم بن أدهم : أوصني ؟ فقال : اتخذ الله صاحباً و ذرِ الناسَ جانباً .
• اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقاب :
أولاها : أن تغلق باب النعمةِ و تفتح باب الشدة .
و الثانية : أن تغلق بابَ العزِّ و تفتح باب الذل .
و الثالثة : أن تغلق بابَ الراحةِ و تفتح بابَ السَّهر .
و الخامسة : أن تغلق باب الغِنى و تفتح باب الفقر .
و السادسة : أن تغلق بابَ الأمل و تفتح باب الاستعداد للموت .
• إن الزاهدين في الدنيا قد اتخذوا الرضا عن الله لباساً و حبه دثاراً و الأثرة له شعاراً فتفضل الله تعالى عليهم ليس كتفضله على غيرهم .
• حدّث إبراهيم بن أدهم عن ولي من أولياء الله الصالحين التقاه فقال : من أنت يا غلام ؟ قلت : شاب من أهل خرسان .
قال : ما حملك على الخروج من الدنيا؟ قلت : زهداً فيها و رجاءً لثواب الله تعالى .
فقال : إن العبد لا يتمُّ رجاؤه لثواب الله تعالى حتى يحمل نفسه على الصبر . قال أحدهم : و أي شيء الصبر ؟
قال: إن أدنى منازل الصبر أن يروض العبدُ نفسه على احتمال مكارهِ الأنفس و إذا كان محتملاً للمكاره أورث الله قلبه نوراً . قلت : و ما ذلك النور ؟
قال : سراجٌ يكون في قلبه يفرقُ به بين الحق و الباطل و الناسخ و المتشابه .قلت : هذه صفة أولياء رِّب العالمين .
قال: استغفر الله صدق عيسى بن مريم عليه السلام حين قال ( لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها فتضيعوها و لا تمنعوها أهلها فتظلموها ) ثم قال : يا غلام إياك إذا صحبت الأخيار أو حادثت الأبرار أن تغضبهم عليك فإن الله يغضب لغضبهم و يرضى لرضاهم و ذلك أن الحكماء هم العلماء و هم الراضون عن الله عز و جل إذا سخط الناس و هم جلساء الله غداً بعد النبيين و الصديقين .
يا غلام احفظ عني و اعقل و احتمل و لا تعجل فإن التأني معه الحلم و الحياء و إن السَّفه معه الخُرق و الشؤم . قلت : و الله ما حملني على مفارقة أبويَّ و الخروج من مالي إلا حبّ الأثرةِ لله و مع ذلك الزهد في الدنيا و الرغبة في جوار الله تعالى .
قال: إياك و البخل . قلت : و ما البخل ؟
قال: أما البخل عند أهل الدنيا فهو أن يكون الرجل بخيلاً بماله و أما الذي عند أهل الآخرة فهو الذي يبخلُ بنفسه عن الله تعالى . ألا و إن العبدَ إذا جادَ بنفسه لله أورث قلبه الهدى و التُّقى و أعطيَ السكينةَ و الوقارَ و العلمَ الراجحَ و العقلَ الكاملَ و مع ذلك تفتح له أبواب السماء فهو ينظر إلى أبوابها بقلبه كيف تُفتح .
• جاءه هاتفاً داخلياً يقول له :
لا تطمع في السهر مع الشبع و لا تطمع في الحزن مع كثرة النوم و لا تطمع في الخوف لله مع الرغبة في الدنيا و لا تطمع في الأنس بالله مع الأنس بالمخلوقين و لا تطمع في إلهام الحكمة مع ترك التقوى و لا تطمع في الصحة في أمورك مع موافقة الظَّلَمَه و لا تطمع في حب الله مع محبة المال و لا تطمع في لين القلب مع الجفاء لليتيم و الأرملة و المسكين .
و لا تطمع في رحمة الله مع ترك الرحمة للمخلوقين .
و لا تطمع في الرشد مع ترك مجالسة العلماء .
و لا تطمع في الحب لله مع حب المدحة .
و لا تطمع في الورع مع الحرص في الدنيا و لا تطمع في الرضا و القناعة مع قلة الورع .