الشقيقة في الطب الصيني

[b][center]

الشقيقة في الطب الصيني-Migrane
تقدمة : انني اكتب لمحة عن الشقيقة من الناحية الروحية التفسيرية للطب الصيني و في هذه الحالة لن اتطرق للشرح الفيزيولوجي المرضي

الشقيقة كما وردت في الطب الصيني هي نتيجة اعمال سلبية سابقة في شخصية الانسان مصدرها التصرفات العصبية الضارة فيختار له قانون الحياة هذا الداء لتهدئته اولا" ثم لايفاء ديون تصرفاته الماضية
قانون الحياة او ناموس العدل الالهي او ميزان الاعمال (كارما) عادل حكيم و من المستحيل ان يعمل اعتباطا" لذلك لا نجد هذا الداء في الانسان الهادئ الطباع المسالم بطبيعته و ايجابي في مسلكه
و كانما الناموس الحكيم يختار الشخص العصبي المزاج او السلبي الطباع الذي لم يفكر مرة في التخلص من سلبياته

ليس قانون الحياة من اختار هذه العلة في الواقع بل ان تصرفات ذلك الشخص و افكاره هي ما استحالت ذبذبات سلبية تجمعت في دماغه و بالتحديد في تجاويف المخيخ و بانت ترافقه دوما" او تنتقل معه من جيل الى جيل او من دورة حياتية الى اخرى عبر مكونات الاجسام الباطنية و لما رفض الاتعاظ و العمل على ازالتها من تلقاء نفسه تحركت هذه الذبذبات السلبية بعد ان تجمعت و تكثفت و اصبحت بخارا" كثيفا" حادا" في الرأس لتسبب هذه الآلام

اعمال الشخص نفسه و تصرفاته هي التي تحاكمه كسبب و نتيجة و ليس قانون الحياة مباشرة لان هذا القانون اصلا" مبرمج في المادة العصبية الرمادية في المخيخ و في سائر تجاويف الدماغ و كأنه المراقب الصبور الحكيم علما" ان الصداع النصفي لا يظهر نتيجة دورة حياتية واحدة او تجسد سابق على الارض بل حصيلة اكثر من تجسد واحد فذلك المريض الذي لجأ الي مؤخرا" مصابا" بهذه العلة في الواقع حين بدات دراسة الصداع النصفي جاءني مريض يشكو من هذا الداء و كأنه جاء ليكون حقل دراستي التطبيقية

كان اثناء حياته السابقة عصبي المزاج لدرجة ان تصرفاته العصبية الشديدة حاليا" كانت سببا" لاعماله الطائشة المتهورة التي كادت ان تودي بحياته اكثر من مرة و التي كانت تعود عليه بالوبال و بالكره من جانب كل من حوله و ها هو داء الصداع النصفي يسبب له الاوجاع في الراس و المعدة و اعصاب الحنجرة
و اذا ما راقبت مريضك هذا لاحظت المزاج العصبي الذي يسيطر على كيانه فمزاجه العصبي الشديد قد تحول الى نوبات عصبية حتى بات يعاني من ارتجاف دائم في الاطراف و هزالا" ملحوظا" في جسمه
فالجسم لم يعد باستطاعته تحمل وطاة الذبذبات السلبية و كثرتها و كي يدافع عن اتزان صحته حاول اخفاء حالته قدر المستطاع
لكن الذبذبات السلبية بعد عن حان وقت انفجارها بدات تتملك ذبذبات الحيوية و الحياة و الطاقة التي ترد الى الجسم و تتحكم فيه و ذلك كي تبقي على وجودها و على استمرارية عملها

هذا هو السبب الذي افقد الجسم مناعته و صحته و حيويته بعد ان صارت معظم ذبذبات الطاقة الحيوية الايجابية الواردة الى الجسم تخضع لسيطرة الذبذبات السلبية في الدماغ فباتت و كانها تحولت الى ذبذبات سلبية
- تبدا تلك الذبذبات السلبية القاتمة اللون بالتجمع في حنايا المخيخ و تجاويف شجرة الحياة ثم تسعى الى التحرك و الانتشار حين تشعر بضغط تكثفها فتوزع بعضا" منها في العروق العصبية الجاورة للمخيخ اذ ان للذبذبات نظاما" وظائفيا" خاص بها فهي لا تستطيع ان تبقى خامدة ساكنة مدى العمر بل يجب ان تتحرك من حين الى آخر لتحافظ على وجودها و حين تتحرك تصيب الراس بنوبة الآلام الحادة
- تتحرك هذه الذبذبات و تنطلق من المخيخ و هذا يجعل مريض الصداع النصفي يشعر باولى بوادر الالم في مؤخرة راسه في الاوعية الدموية و العروق العصبية المجاورة كما انها تنطلق من جهة اخرى نحو تجاويف الدماغ و تمتد من جهة ثالثة في النخاع الشوكي الذي سيوصل هذه الالام الى الاعضاء الاخرى في الجسم

و الاعصاب التي تحمل هذه الاوجاع هي التي تمتد من المخيخ لتصل الى الصدغين و مقدمة الراس بعبارة اخرى ان مقدمة الراس و الصدغين و مؤخرته تقع جميعها تحت تاثير ضغط الذبذبات الفاتحة السلبية الداخلية التي تحولت بعل الضغط و التكثف بخارا" حارا" داكن اللون يسيطر على انحاء الدماغ تقريبا" الذي بات كل جزء منه ينقل هذه الضغوط و الالام و الاوجاع بينما يتمركز القسم الرئيسي من الالم في الدماغ

تستمر نوبة الالم تبعا" لكثافة الذبذبات التي تنطلق من التجاويف لك هذا لا يعني ان المخيخ يفرغ من الذبذبات السلبية اثر النوبة اذ ان تصرفات المريض السلبية تغذيها باستمرار و تزودها بالذبذبات دوما" و هكذا تعاود المريض نوبة الالم كلما تحركت الذبذبات من جديد

علاج هذا الداء لا يمكن ان يتم بالمسكنات و المهدئات لان ليس في مقدور العقاقير الكيميائية ان توقف تنفيذ ناموس العدل الالهي
يعلل الطبيب ذلك بان الجسم قد اعتاد هذا المهدئ و يجب عليه ان يتناول آخر اشد فاعلية

يتم علاج المريض باقلاعه عن التصرفات السلبية الخاطئة تحت اشراف طبي سواء كانت تصرفات عملية بحتة او فكرية نفسية او فكرية المهم معرفة سبب هذه الذبذبات السلبية لازالتها و ذلك يتم على مرحلتين

الاولى ان يعي المريض حقيقة هذا الداء و مدى تحكم الذبذبات السلبية في كيانه ثم يعمل جاهدا" للتخلص منها
الثانية: ان سكتسب الهدوء الداخلي فليس المهدئات ما تكسب المريض الهدوء لانها تثبط عمل الدماغ

ان الامراض التي تنشأ في الدماغ تعزى الى اسباب باطنية لا عضوية و ان معظم هذه الاسباب تنجم عن تكثفات سلبية طيلة بضع دورات حياتية سابقة فهي ليست وليدة الدورة الحياتية الحاضرة و هذا ما يثبت عدم نجاح الطب حتى الىن في معالجة امراض مماثلة
عدت لمريضي لدراسة حالته:
يناهز الاربعين متوسط الطول ضعيف البنية و هزيلها اطرافه ترتعش باستمرار يزيد الارهاق من ارتعاشه و ينهك جسمه- عصبي المزاج الى حد كبير- الصفرة الشاحبة تعلو وجهه و انتفاخ يظهر تحت عينيه
اخبرت المريض ان اسلوبي بالعلاج يختلف عن اسلوب الطب التقليدي اذ اني ساراقب تصرفاته و اتعرف الى نوعية افكاره قبل ان اصف له العلاج المناسبز وافق المريض بعد تردد

علمت انه يعاني من مصاعب على الصعيد المالي و المهني و ان الاصدقاء يبتعدون عنه لانه عصبي المزاج الى درجة لا تحتمل

ثم اعترف انه احيانا" بحاجة الى التصرف بعصبية كي يطفئ نيرانا" مضطرمة في داخله لا يدري مصدرها و انه يثور احيانا" لامور تافهة

بعد ان كونت فكرةشاملة عن حالته النفسية و الاجتماعية اخبرته بالواقع الذي لا يمكن اخفاءه عن مريض بهذا الداء و هو ان الادوية لن تغير شيئا" عدا التخدير المؤقت و العلاج الوحيد هو تهدئة النفس اراديا" و التمرن على التصرف باسلوب ايجابي هادئ و السبيل الى ذلك هو ممارسة نوع خاص من تمارين التامل التي تدخل السكون الى النفس و تضفي عليها الراحة و الانسجام و من ثم تطبيق التصرفات الايجابية المضمخة بالسلام و الهدوء الذاتي و بمشاعر الرضى و المودة اثناء التعامل مع الىخرين و الا فالعلاج لن يجدي نفعا"
و بعد انقضاء بضعة اسابيع بدات النتائج الايجابية تظهر اذ تضاءلت النوبات و تباعدت و اصبحت الىلام محمولة الى درجة نسين ذلك و بعد عدة اشهر تحسنت حالة المريض بنسبة 90% اما ال 10% فهي ضريبة يدفعها ايفاء" لاخطاء سابقة

شكرا اخي على هذه المعلومات



تقبل مروري