أمَــا لِجَمِـيـلٍ عِنْـدَكُـنّ ثَــوَابُ
......................... وَلا لِمُـسِـيء عِنْـدَكُـنّ مَـتَــابُ؟
وَلا تَمْلِـكُ الحَسْنَـاءُ قَلْـبـيَ كُـلّـهُ
......................... و إنْ شملتـهـا رقــة ٌ وشـبـابُ
وَأجرِي فلا أُعطي الهوَى فضْلَ مقوَدي،
......................... وَأهْفُـو وَلا يَخْفَـى عَلَـيّ صَــوَابُ
إذا الخِـلّ لَـمْ يَهْجُـرْكَ إلاّ مَلالَـة ً،
......................... فليـسَ لــهُ إلا الـفـراقَ عـتـابُ
إذَا لَمْ أجِـدْ مِـنْ خُلّـة ٍ مـا أُرِيـدُهُ
......................... فعنـدي لأخـرى عزمـة ٌ وركــابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ، فـإن يكُـن
......................... فـراقٌ علـى حـالٍ فليـسَ إيــابُ
صبورٌ ولـوْ لـمْ تبـقَ منـي بقيـة ٌ
......................... قـؤولٌ ولـوْ أنَّ السيـوفَ جــوابُ
وَقُـورٌ وأحْـدَاثُ الزّمَـانِ تَنُوشُنـي،
......................... وَفـي كُـلّ يَـوْمٍ لَفْتَـة ٌ وَخِـطَـابُ
وَألْحَـظُ أحْـوَالَ الـزّمَـانِ بِمُقْـلَـة ٍ
......................... بها الصدقُ صـدقٌ والكـذابُ كـذابُ
بِمَـنْ يَثِـقُ الإنْسَـانُ فِيمَـا يَنُـوبُـهُ
......................... وَمِـنْ أيـنَ للحُـرّ الكَرِيـمِ صِحَـابُ؟
وَقَـدْ صَـارَ هَـذَا النّـاسُ إلاّ أقَلَّهُـمْ
......................... ذئابـاً عـلـى أجسـادهـنَّ ثـيـابُ
تغابيتُ عـنْ قومـي فظنـوا غبـاوة
......................... بِمَفْـرِقِ أغْبَانَـا حَصـى ً وَتُــرَابُ
وَلَوْ عَرَفُونـي حَـقّ مَعْرِفَتـي بهِـم،
......................... إذاً عَلِمُـوا أنـي شَهِـدْتُ وَغَـابُـوا
وَمَـا كُـلّ فَعّـالٍ يُـجَـازَى بِفِعْـلِـهِ
......................... و لا كــلِّ قــوالٍ لــديَّ يـجـابُ
إلـى الله أشْـكُـو أنّـنَـا بِمَـنَـازِلٍ
......................... تحـكـمُ فــي آسـادهـنَّ كــلابُ
تَمُـرّ اللّيَالـي لَيْـسَ للنّفْـعِ مَوْضِـعٌ
......................... لــديَّ ، ولا للمعتفـيـنَ جـنــابُ
وَلا شُدّ لي سَرْجٌ عَلى ظَهْـرِ سَابـحٍ،
......................... ولا ضُرِبَـتْ لـي بِالـعَـرَاءِ قِـبَـابُ
و لا برقتْ لـي فـي اللقـاءِ قواطـعٌ
......................... وَلا لَمَعَتْ لي فـي الحُـرُوبِ حِـرَابُ
ستذكـرُ أيامـي " نميـرٌ" و" عامـرٌ"
......................... و" كعبٌ " علـى علاتهـا و" كـلابُ "
أنـا الجـارُ لا زادي بطـيءٌ عليهـمُ
......................... وَلا دُونَ مَـالـي لِلْـحَـوَادِثِ بَــابُ
وَلا أطْلُـبُ العَـوْرَاءَ مِنْهُـمْ أُصِيبُهَـا
......................... وَلا عَـوْرَتـي للطّالِبِـيـنَ تُـصَـابُ
وَأسْطُو وَحُبّي ثَابِـتٌ فـي صُدورِهِـمْ
......................... وَأحلُـمُ عَــنْ جُهّالِـهِـمْ وَأُهَــابُ
بَني عَمّنا ما يَصْنعُ السّيفُ في الوَغـى
......................... إذا فـلَّ منـهُ مـضـربٌ وذبــابُ ؟
بَني عَمّنَـا نَحْـنُ السّوَاعِـدُ والظُّبَـى
......................... ويوشـكُ يومـاً أنْ يكـونَ ضــرابُ
فَعَـنْ أيّ عُـذْرٍ إنْ دُعُـوا وَدُعِيتُـمُ
......................... أبَيْتُـمْ، بَنـي أعمَامِنـا، وأجَـابُـوا؟
وَمَـا أدّعـي، مـا يَعْلَـمُ الله غَيْـرَهُ
......................... رحـابُ " علـيٍّ " للعفـاة ِ رحــابُ
أفعـالـهُ للراغـبـيـن َ كـريـمـة ٌ
......................... و أمـوالـهُ للطالـبـيـنَ نـهــابُ
و لكـنْ نبـا منـهُ بكفـي صــارمٌ
......................... و أظلـمُ فـي عينـيَّ منـهُ شهـابُ
وَأبطَـأ عَنّـي، وَالمَنَايَـا سَرِيـعـة ٌ
......................... وَلِلْمَـوْتِ ظُفْـرٌ قَـدْ أطَـلّ وَنَــابُ
فأَحْـوَطَ لِـلإسْـلامِ أنْ لا يُضِيعَـنـي
......................... و لـي عنـهُ فيـهِ حوطـة ٌ ومنـابُ
ولكننـي راضٍ علـى كــل حـالـة
......................... ليعـلـمَ أيُّ الحالـتـيـنِ ســـرابُ
و ما زلـتُ أرضـى بالقليـلِ محبـة
......................... لديـهِ ومـا دونَ الكثـيـرِ حـجـابُ
وَأطلُبُ إبْقَـاءً عَلـى الـوُدّ أرْضَـهُ،
......................... و ذكرى منى ً فـي غيرهـا وطـلابُ
كذاكَ الوِدادُ المحـضُ لا يُرْتَجـى لَـهُ
......................... ثـوابٌ ولا يخشـى عليـهِ عـقـابُ
وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُ جامـعٌ
......................... و فـي كـلِّ يـومٍ لقيـة ٌ وخـطـابُ
فكيـفَ وفيمـا بيننـا ملـكُ قيـصـرٍ
......................... وَللبَحْـرِ حَوْلـي زَخْـرَة ٌ وَعُـبَـابُ
أمنْ بعدِ بـذلِ النفـسِ فيمـا تريـدهُ
......................... أُثَـابُ بِمُـرّ العَتْـبِ حِيـنَ أُثَــابُ؟
فَلَيْتَـكَ تَحْلُـو، وَالحَيَـاة ُ مَـرِيـرَة ٌ
......................... وَلَيْتَـكَ تَرْضَـى وَالأَنَـامُ غِـضَـابُ
وَلَيْـتَ الّـذي بَيْنـي وَبَيْنَـكَ عَامِـرٌ
......................... و بينـي وبيـنَ العالميـنَ خــرابُ
فإن صـح منـك الـود فالكـل هيـن
......................... وكـل الـذي فـوق التـراب تـراب
للأسف منقول